أمضى سليمان شهر رمضان في فرع الجوية بحلب،كان من الصعب معرفة بداية رمضان، وعلى سبيل الاحتياط صام المعتقلون اليوم الذي يسبق رمضان، وجل ما يتذكره الرطوبة ودرجة الحرارة عالية جدا ،110 أشخاص في 6مساحة 30 متر ، الأرض مبللة بعرق جسم المعتقلون ،رغم هذا صام الغالبية..
بسبب وجود الزنزانة تحت الأرض عمدوا الى تقدير الوقت حسب مناوبات السجانين، اذا لا يمكنهم رؤية الشروق أو الغروب ، والحنين و الشوق إلى الأهل يزداد في شهر رمضان بالإضافة لحالة القلق لعدم معرفتهم بما يدور في الخارج، فالذكريات لا تفارق المعتقل، والفطور يبدأ باصطفافهم لشرب الماء بأكل 4 حبات من الزيتون مع قطعة لا تزيد عن ربع حبة بطاطا مسلوقة.
الوضع أفضل في فرع الجوية بالمزة بالمقارنة مع بقية الأفرع، حسب المعتقل السابق نور، حيث أخبروهم ببداية رمضان، وسمحوا بالصيام بإحضارهم الطعام في وقت الإفطار والسحور، لكن بقيت الصلاة ممنوعة،
الروحانيات والإيمانيات في السجون تفوق الخارج، إحساس المعتقلين أن الله معهم يمنح مشيئ من السعادة، وأكثر ما يزعج السجان عندما يفتح النافذة ويرى ابتسامة المعتقلين،
والكثير الكثير من الذكريات الأليمة ما زالت ترافق سليمان ونور يرووها في عتم الزنزانة