تمنت نور الموت، هرباً من التعذيب في معتقلات النظام السوري، وهرباً من جدران زنزانتها التي قضت فيها أشهر طوال. بدأت قصة نور باعتقال زوجها المصاب، حيث قررت البحث عنه في كل مكان، برفقة أبنائها الثلاثة، وبالرغم من إعلامها من قبل أحد أصدقائه المفرج عنهم، بأنه قضى تحت التعذيب، إلا أنها لم تصدق وتابعت البحث عنه إلى أن تم اعتقالها.
خلال اعتقالها، عانت من جميع صنوف التعذيب من الضرب المبرح والشبح والكهرباء، تقول إن الجلادين تعاملوا معها بهذه الوحشية، فقط لأنها من حمص، مؤكدة ً أن "الحماصنة"، لهم الحصة الأكبر من التعذيب والإذلال، على حد تعبيرها.
وبالرغم من كل هذا العذاب الذي لاقته، تعتبر نور نفسها محظوظة، لأنها لم تتعرض للاغتصاب، وتشير إلى أنها شاهدت حالات اغتصاب عديدة لسناء من حمص، أودت أحيانا بحياة بعضهن.
تم الإفراج عن نور، بعد مطالبة الفصائل المعارضة بها، في صفقة تبادل مع أسرى من النظام لدى إحدى كتائب المعارضة، وما زالت نور تعاني العديد من الأزمات النفسية جراء الاعتقال، وتقول أنها لن تنس أدق تفاصيله مدى الحياة.
نقلت نور رسالة من المعتقلين لنا جميعاً، قائلةً: "أﻧﺎ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻞ، ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ، ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻤﻨﺴﻲ، ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻧﺎﻡ. ﺃﻣﺮﺽ ﻻ ﻳﺪﺍﻭﻳﻨﻲ ﺃﺣﺪ، ﺁﻛﻞ ﻃﻌﺎﻣﺎً ﺗﻌﺎﻓﻪ ﺍﻟﺪﻭﺍﺏ، ﻻ ﺃﻧﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻹﺯﺩﺣﺎﻡ والبرد! ﻻ ﺗﻨﺴﻮﻧﻲ ﺇﺧﻮﺍﻧﻲ، ﻓﻲ ﺳﺠﻮﻥ ﺍﻟﻄﺎﻏﻴﻪ. لا تنسوني".