"أرسم لأُدرِك من أنا"، بهذه المقولة يختصر فاتح المدرس، الذي يعتبر من أهم التشكيليين السوريين، تجربة حياتيه التي قضاها بين الألوان، فهو من أول مؤسسي التجريد في سوريا، ومن أبرز رموز الحداثة في الفن التشكيلي بالمنطقة.
فنانٌ عرف بتمرده وعبقريته في كتاباته القصصية والشعرية والنقدية وبنتاجه الفني عموماً. رفض الأخذ بالمفاهيم المستوردة والمسبقة الصنع، وكان شاهداً على جمال الأرض، والإنسان، وأحزان عصره، وعشقه للفن والفنون.
ولد المدرس عام 1960 في قرية حربكة شمال سوريا، وانتقل للدراسة في عاليه بلبنان، لكن إمكانياته المادية لم تسعفه في إتمام دراسته، بعد تخلي اسرته عنه، فعاش على الرسم آنذاك، يرسم مناظراً صغيرة على الكرتون، وبيعها ليكُملَ عيشه.
ويقول التشكيلي حسكو حسكو، في ذاكرة بلد لإذاعة روزنة : إن أي إنسان يشاهد أعمال "المدرس" يستطيع أن يتنفس حقيقةً رائحة التراب ، فعلاقته بالأرض متينة .لو أنّ المدرس حي ليومنا هذا لاستطاع أن يحول ظلم الواقع الأسود والمعاناة لأشياء جميلة، عندما نقول عن المدرس "فنان الشعب" فاللقب ليس بسيطاً ويُعتبر هماً عظيماً لأنه حَمَل هموم الناس دونما كلل، فدخول العالمية تبدأ من ملامسة الهموم المحلية.